الجمعة، 22 يناير 2010











كان الضعف قد أصاب القوي الثلاث التي تقاسمت حكم الشرق الإسلامي العباسيين والفاطميين والسلاجقة فانتهز الغرب الفرصة ليعيد سيطرته علي الشرق تلك التي كان قد أقامها الاسكندر الأكبر (365-324) قبل الميلاد والتي أزاحتها فتوحات الإسلام .
وفي مدينة كليرمونت بجنوب فرنسا تكرس الحلف الغربي الذي قاده الباب الذهبي اريان الثاني (1088-1099م) والذي مولته المدن التجارية والايطالية الطامعة في السيطرة علي طرق التجارة الدولية العابرة للشرق الإسلامي .
وكانت القوة الضاربة لهزة الموجه الغازية هم فرسان الإقطاع الأوروبيون الذين حدد لهم البابا مهمة الغزوة الصليبية عندما خاطبهم في كليرومنت سنه1905م (((فقال انتم فرسان أقوياء ولكنكم تناطحون وتتنابذون فيما بينكم ولكن تعالوا وحاربوا الكفار والمسلمين يا من تنابذتم اتحدوا يا من كنتم لصوصا كونوا ألان جنودا تقدموا إلي البيت المقدس انتزعوا تلك الأرض الطاهرة واحفظوها لأنفسكم فهي تدر سمنا وعسلا ))
وهكذا رغم البابوية وإعلام الصليب والتهيج الديني والحديث عن مهد المسيح فان كلمات البابا أفصحت عن مقاصد (الغزوة-الصفقة) في وراثة ممالك الشرق التي تدر سمنا وعسلا وحل تناقضات أمراء الإقطاع بتوجيه قوائم لتدمير ( المسلمين – الكفار) .
فبدأت في العام 489هــ -1096م أولي حملات الغزوة الصليبية التي دامت قرنين من الزمان والتي اصبح قتل المسلمين فيها ونهب بلادهم واحتلال أوطانهم وإقامة الإمارات والممالك اللاتينية في فلسطين وما حولها أصبح كل ذلك (مهنه –وظيفة) لأمراء الإقطاع الأوربيين .
وبعبارة المؤرخ المسيحي (مكسيموس مونروند)صاحب كتاب حرب الصليب فان كثير من الإشراف والعظماء صاروا يعتبرون الحروب بمنزلة مهنه صناعية لاحتشاء جمع الأموال بل إن التعطش نحو اخذ الغنائم وحده كان يجذب الجيش إلي المحاربة .
ومع مطلع القرن الحادي عشر ميلادي كانت الإمارات الصليبية التي أقامها الغزاة في المشرق العربي قد قطعت الوحدة الأرضية لعالم الإسلامي .
ففي شمال العراق وسوريا قامت إمارتا (الرهاء)(وانطاكية) وبعد الفتح القدس قامت مملكة أورشليم التي وصلت حدودها إلي خليج العقبة عازلة مصر والمغرب والأندلس عن مشرق وطن العروبة وعالم الإسلام .
ولقد كان احتلال القدس نموذجا لممارسات اللصوص الذين صاروا جنودا .
فلقد حاصرها سبعون ألفا وكانت الحامية المدافعة عنها ألف جندي مصري فسقطت بيد الصليبيين بعد صمود دام ثمانية وثلاثين يوما .
واستمرت المجزرة أسبوعا كاملا ومن هرب إلي البيوت والأقبية قبضوا علية وقذفوا بيه من أعالي البيوت والبروج في النار .
أما الذين احتموا بجامع عمرين الخطاب فلقد غدت دماؤهم سيلا علا إلي حد الركب بل إلي حد لجم الخليل كما يقول مكسيموس.
وفي الرسالة التي بعثوا بها إلي البابا يبشرونه بما صنعوا قالوا مفاخرين ((( إذا أردت إن تعرف ما يجري لأعدائنا فثق انه في معبد سليمان (( جامع عمر )) كانت خيولنا تغوص إلي ركبها في بحر الشرقيين )))
الموضوع القدم مرحلة عزل مصر

هناك 5 تعليقات: